صحيح مسلم
صحيح مسلم هو أحد أهم كتب الحديث عند المسلمين، جمعه أبو الحسين مسلم بن الحجاج القشيري النيسابوري. أخذ في تأليفه (جمعه وتصنيفه) خمس عشرة سنة. جمع فيه مؤلفه 3033 حديثًا بغير المكرر، واشترط فيها الصحة من ثلاث مئة ألف حديث مسموعة، واختار منها 3,033 حديثًا فقط قطع بصحتها.
وكتاب رواه مسلم قسمه الشراح إلى كتب، وكل كتاب قسم إلى أبواب، مرتبةً على الأبواب الفقهية، وعدد كتبه 54 كتابا، أولها كتاب الإيمان وآخرها كتاب التفسير. وقد أجمع علماء الإسلام على صحته وهو ثاني الصحيحين صحيح البخاري وهو كتاب جامع للأحكام، والآداب، والأخلاق، والعقائد.
نبذة عن المؤلف: هو أبوالحسين مسلم بن الحجاج النيسابوري ولد بمدينة نيسابور إيران سنة 206هـ وتوفى بها سنة 261 هـ عن عمر يناهزخمساً وخمسين سنة . رحل إلى الحجاز ومصر والشام والعراق في طلب الحديث، وكان أحد أئمة الحديث وحفاظه، اعترف علماء عصره ومن بعدهم له بالتقدم والإتقان في هذا العلم، من شيوخه الكبار إسحاق بن راهويه، وأحمد بن حنبل، وسعيد بن منصور، وغيرهم، ومن الذين رووا عنه الترمذي وأبو حاتم الرازي وابن خزيمة. و كان إماماً جليلاً مهاباً، غيوراً على السنة ذابَّاً عنها، تتلمذ على البخاري وأفاد منه ولازمه، وهجر من أجله من خالفه، وكان في غاية الأدب مع إمامه البخاري حتى قال له يوماً : دعني أقبل رجلك يا إمام المحدثين وطبيب الحديث وعلله.
أثنى أئمة العلم على الإمام مسلم، وقدمه أبو زرعة وأبو حاتم على أئمة عصره. وقال شيخه محمد بن عبد الوهاب الفراء : كان مسلم من علماء الناس وأوعية العلم، ما علمته إلا خيراً، وقال مسلمة بن قاسم : ثقة جليل القدر من الأئمة، وقال النووي: أجمعوا على جلالته وإمامته، وعلو مرتبته وحذقه في الصنعة وتقدمه فيها.
من أهم مصنفاته
وغيرها
اسم الكتاب
ذُكرت له عدة تسميات:
- صحيح مسلم، وهو أشهر الأسماء، وهو موافق للواقع، فإنه اقتصر فيه على الأحاديث الصحيحة.
- المسند الصحيح[1]، سماه به صاحبه.
- المسند، اختصارا، و قد جاء ذلك في بعض الروايات عن الإمام مسلم، فإنه لما عرض كتابه الصحيح على أبي زرعة الرازي قال: "عرضت كتابي هذا المسند على أبي زرعة الرازي"[2].
- الجامع[3].
- المسند الصحيح المختصر من السنن بنقل العدل عن العدل عن رسول الله [4] و لكن يُرجَّح على أنه وصف للكتاب لا إسما له.
سبب تأليفه ومدة تصنيفه
نص الإمام مسلم في مقدمة الصحيح على أن سبب تأليفه له هو تلبية طلب وإجابة سؤال حيث قال[5] :
وقد ذكر الخطيب البغدادي أن مسلما جمع الصحيح لأبي الفضل أحمد بن سلمة النيسابوري تلميذه وصاحبه، فقال في ترجمة أحمد في الموضع السابق: "ثم جمع له مسلم الصحيح في كتابه."[6] فبين الخطيب بهذا ما أبهمه الإمام مسلم في مقدمته. وقد انتقى الإمام مسلم أحاديث صحيحه من بين ألوف الأحاديث، فقد جاء عنه أنه قال: "صنفت هذا المسند الصحيح من ثلاثمئة ألف حديث مسموعة."[7]، وقد مكث في تأليفه قرابة خمس عشرة سنة أو تزيد[8].
مكانته
يحتل صحيح مسلم مكانة متقدمة بين كتب الحديث المصنفة حيث يعتبر صحيح مسلم عند أهل السنة والجماعة ثاني أصح الكتب المصنفة بعد القرآن الكريم ثم صحيح البخاري. وقد اعتنى به العلماء قديما وحديثا.
لصحيح الإمام مسلم رواة كثيرون والذي وصلنا من طرق كتب الفهارس والأثبات روايته من طريق أربعة من تلاميذه وهم:
- أبو اسحاق إبراهيم بن محمد بن سفيان الفقيه، ولم يسمع الصحيح كاملا من الإمام مسلم، بل إن له فائتا لم يسمعه، يقال فيه: أخبرنا إبراهيم عن مسلم، وذلك الفوت في كتاب الحج وفي أول الوصايا وفي أحاديث الإمارة والخلافة، وهذا الفوت الأخير هو أكبرها، حيث يبلغ نحو ثمان عشرة ورقة، كما قال ابن الصلاح في صيانة صحيح مسلم.[بحاجة لمصدر]
- أبو محمد أحمد بن علي بن المغيرة القلانسي. وقد ساق ابن عطية سنده إلى القلانسي عن مسلم ثم قال:" حاشا ثلاثة أجزاء من آخر الديوان؛ أولها حديث عائشة في الإفك؛ الحديث الطويل، فإن أبا العلاء تلميذ القلانسي، يروي ذلك عن أبي أحمد الجلوذي عن إبراهيم بن سفيان عن الإمام مسلم."[11]
- مكي بن عبدان بن محمد التميمي النيسابوري.
- أبو حامد بن الشرقي أحمد بن محمد بن الحسن النيسابوري.
وقد روى ابن نقطة في التقييد بعضا من رواية مكي بن عبدان عن الإمام مسلم، ورواه الجوزقي الحافظ من طريق ابن الشرقي، سماعا لبعضه ومن طريق مكي ابن عبدان سماعا لجميعه.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق