العلوم عند العرب والمسلمين
بدأت العلوم البحتة والتطبيقية عندالعرب والمسلمين بحركة الترجمة التي نشطت في أواخر القرن الأول الهجري(الثامن الميلادي) لحاجتهم إلى العلوم باعتبارها من توابع الاستقرار والحضارةواستمرت في الازدهار والعطاء عن طريق الفتوحات الإسلامية التي كانت عامل التقاء بين الثقافة العربية وثقافات الشعوب التي دخلتالإسلام. وبلغت الترجمة أوجها في عهد المأمون (198ـ 218هـ، 813 ـ 833م) الذي كان يقبل الجزية كتبًا،ويدفع وزن ما يترجم ذهبًا.فتُرجمت الكتب الإغريقيةوالفارسية والسريانية والقبطية والكلدانية.من أشهرالمترجمين حنين بن إسحاق و ثابت بن قرة. لهذا انقسمت العلوم إلى قسمين قسم العلوم الأصيلة التي نشأت في ظل دولة الإسلام وعلى أيدي العرب أنفسهم، و قسم العلوم المحدثة التي نشأت خارج البيئة العربية.
قام العرب و المسلمون ببناء العديد من الصروح العلمية التي تخرج منها العديد من العلماء الذين تميزوا بغزارة الإنتاج في مختلف العلوم كالطب,الصيدلة,الفيزياء,الكيمياء,الجغرافيا,الفلك,الرياضيات و علم الأحياء. أشهرها بيت الحكمة في بغداد، والجامع الأموي في دمشق، والجامع الأزهر بمصر، وجامع القيروانفي تونس، وجامع القرويين في المغرب، وجامع قرطبة في الأندلس، والجامع الكبير في صنعاء.
و من الأسباب التي عملت على تطوير العلم و إهتمام العلماء به هي:
- تعاليم القرآن و السنة التي تحث على طلب العلم و إعمال العقل.
- حرية الرأي العلمي.
- تشجيع الحكام و الولاة للطلب العلمي .
- الاستعداد الذهني والصبر والأناة في ظل الوفرة الاقتصادية.
الطب
انتهج العرب في الجاهلية طريقتين للعلاج أولاهما الكهانة والعرافة، والثانية من خلال العقاقير النباتيةإضافة إلى الكي والحجامة والفصد. ومن أبرز أطباء الجاهلية زهير الحميري، وابن حزيم، والحارث بن كلدة صاحب كتاب المحاورة في الطب، والنضر بن الحارث. أما في الإسلام،أخذ العلاج يتأثر بالطب المحدث خاصة الطب الإغريقي،ومن أبرز الأطباءالمسلمين في العصر الأموي:ابن أثال, الحكم الدمشقي,عبدالملك الكناني طبيب عمر بن عبدالعزيز. و أخذ الطب بالتطور في عهد الدولة العباسية بسبب زيادة احتكاك العرب بالأمم الأخرى.و من أفضل الأطباء الذين إستقدموا من طرف الخلفاء : جورجيس بن بختيشوع و ابنه جبريل ويوحنّا بن ماسويه لإشتهارهم بالطب و الترجمة سويا. و شيئا فشيئا, ظهر التخصص في فروعالطب المختلفة مثل الطب الجراحي,طب العيون,طب الأطفال,علم التشريح و الطب النفسي.
الطب الجراحي
كان يطلق على من يزاول هذه المهنة اسم جرائحي أو دستكار و الدستكار مشتقة من الفارسية بمعنى (عمل اليد).استقى العرب معظم عملهم في الجراحة من اليونانإضافة إلى الهند و بلاد فارس.و قد كان المسلمون أول من جعل علم التشريح ومعرفة منافع الأعضاء ومواضعها أمرًا إلزاميًا.
إبداعات العرب في مجال الجراحة
- أول من تمكّنوا من استخراج حصى المثانة لدى النساء.
- أجروا العمليات الجراحية في كل موضع تقريبًا من البدن.
- نجحوا في إيقاف الدم بربط الشرايين.
- برعوا في قدح الماء الأزرق من العين, و قد وجدوا أكثر من ست طرق لاستخراج هذا الماء من العين منها طريقة الشفط.
- أجروا العمليات الجراحية في القصبة الهوائية فقد كان الزهراوي أول من نجح في عملية فتح الحنجرة.
- طوروا ما وصل إليهم من علم التخدير والإنعاش ممن سبقهم.
طب العيون
كان يطلق على من يزاول هذه المهنة اسم الكحال و يطلق على علم طب العيون بعلم الكحالة,و قد قام العرب بترجمةو تطوير ما وصلهم من كتب علم الكحالة من الهند,اليونان والرومان.و قد برعوا في كونهم أول من تمكنوا من إجراء العمليات الجراحية لقدح الماء الأزرق, إضافة إلى قدح الماء الأبيض و استطاعوا ابتكار ست طرق كانت إحداها بوساطة المص.
أبرز مؤلفات العرب في طب العيون
- عشر مقالات في العين لحنين بن إسحاق.
- المنتخب في علاج أمراض العين لأبو القاسم عمار بن علي الموصلي.
- تذكرة الكحالين لعلي بن عيسى.
- نور العيون وجامع الفنون لصلاح الدين بن يوسف .
- الحسن بن الهيثم .
طب الأطفال والولادة
كان العرب ملمين إلمامًا طيبًا بهذا النوع من الطب و اختلف جانب اهتمامهم فيه من طبيب لآخر, فمنهم من اشتغل وكتب في هذا الحقل حيث كان أول من كتب في طب الأطفال أبوبكر الرازي و منهم من بحث في علم الأجنة و الأمراض الوراثية.
الأطفال]
اهتم الأطباء العرب بمراحل حياة الطفل منذ ولادته، فقد تناولوا و حددوا أطوار نمو الجنين في بطن أمه, إضافة إلى مختلف الأمراض التي يتعرض لها الأطفال من ربو, تشنج,حول,الحمى و آلام الأذنين والعينين. ويعتبر كتاب الطبيب العربي أبو الحسن الطبري (ت366هـ، 976م) أقدم مخطوط عربي موجود لدينا في طب الأطفال.فقد حددوامدة الإرضاع بعامين، واهتدوا في ذلك بما ورد في القرآن ﴿والوالدات يرضعن أولادهن حولين كاملين لمن أراد أن يتم الرضاعة﴾ البقرة: 233. واشترطوا أن يكون الفطام في موسم اعتدال الطقس.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق